2018-07-08

العتبات الثلاث




    في كثير من الأحيان يأتي إليك شخص ويقول لك أن فلان تكلم عنك أو لو تعرف ماذا قال فلان في غيابك أو أن فلان لا يحبك ... إلـخ ، وفي مجال العمل خصوصاً تتكرر مثل هذه المشاهد .

 وعلمتني الحياة أن أتجاوزها فيمكنك أن تكون حريص لا أن تعش في رحلة التخوين ، بل في عالم الانتباه والتعامل الذكي والحيطة ولكن الأهم من ذلك هو راح البال والابتعاد عن هذا العالم ( عالم فلان قال عنك كذا وكذا )..


وسأحكي لكم حكاية سبق وأن حكاها لي أستاذي الذي تعلمت منه في أحدى الدورات التدريبية للمؤلـف الأمريكي ومطور الدروس المشهورة في تحسين الذات ومدير معهد كارنيجي للعلاقات الإنسانية السيد / Del Carnegie .


يـحـكـى أنه في أحد الأيام صادف أحد القادة الإداريين أحد موظفيه الذي قال له بلهفه : 
أتريد ان تسمع ماقال عنك أحد موظفيك ؟
رد عليه : انتظر لحظة ، قبل أن تخبرني أود منك أن تجتاز امتحان صغير يدعى امتحان العتبات الثلاث ..

قبل أن تخبرني عن الموظف لنأخذ لحظة ونحاول أن نتجاوز العتبات الثلاث حول ما كنت ستقوله ! 

– العتبة الأولى هي عتبة الصدق :

هل أنت متأكد أن ما ستخبرني به صحيح ؟
فقآل الرجل : لا .. في الواقع لقد سمعت الخبر ”

قال : إذاً أنت لست متأكد أن ما ستخبرني به صحيح أو خطأ “؟ 

– فلنجرب العتبة الثانية.. عتبة الطيبة :
“هل ما ستخبرني به عن ماقاله الموظف هو شيء طيب ؟ ”
قآل : لا .. على العكس !


قال : إذا ستخبرني شيء سيء عن الموظف على الرغم من أنك غير متأكد من أنه صحيح !!”
بدأ الرجل بالشعور بالإحراج.

تابع قائلا :
ما زال بإمكانك أن تنجح بالإمتحان فهناك -العتبة الثالثة – عتبة الفائدة :
هل ما ستخبرني به عن ما قاله الموظف سيفيدني ؟”
فأجاب الرجل : ” في الواقع لا .

فقال : إذاً كنت ستخبرني بشيء ليس بصحيح ولا بطيب و لا فائدة فيه
لماذا تخبرني به من الأصل ؟؟



اتمنى للجميع الفائده ..

أخوكم 
عبدالله الشمراني
٠٨ يوليو ٢٠١٨