2019-01-15

المدير القوي خير من الضعيف



قوة المدير لا تتمثل في البطش والتسلط ورفع الصوت على الآخرين، واستخدام الألفاظ النابية لتقريع المرؤوسين وإرهابهم، وتصيد الأخطاء، والتعسف، واستعراض العضلات، والبنية الجسمانية الضخمة، وتحمير العيون، وبث الرعب في قلوب الموظفين بنشر الجواسيس وناقلي الأخبار في أوساطهم، والتهديد بالنقل والفصل وإحالة الموظف للتحقيق، وحجب المكافآت والخصم من الراتب.
قوة المدير مستمدة دون شك من قوة شخصيته ومدى جاذبيتها «charisma» والكاريزما هي القدرة على استخدام السمات الشخصية المميزة في التأثير على الآخرين، لذلك نجد أن المدير القوي يستمد قوته مما يمتلك من صلاحيات واسعة ومركز وظيفي يستثمره لتحقيق أهداف المنظمة التي يقودها دون أن يوظفها في خدمة مصالحه الشخصية.
وتتركز قوته على ما يختزن من معلومات وفهم عميق وخبرة، وقدرة على فهم الآخرين، وبناء العلاقات الجيدة مع كافة الأطراف، والجرأة في اتخاذ القرارات ومنح الثقة للعاملين، والأمانة، والقدرة على إرساء دعائم العدل، وتطبيق الأنظمة على الجميع دون تفريق، مصدره في تقويمه للآخرين وحكمه عليهم وفق ما يراه لا ما يسمعه.
وفي المقابل تظهر شخصية المدير الضعيف والذي لا يعتمد على ما يمتلك من صفات شخصية وقدرات ومهارات بقدر ما يستمد كل ذلك من الآخرين «فاقد الشيء لا يعطيه»، وهو شخص لا يتمتع بأي سمات جاذبة، متردد في اتخاذ القرارات، غير منظم في عمله، عشوائي، ليس لديه أية رؤية، يميل كثيرًا إلى المركزية في العمل ولا يثق بالآخرين، يعتمد في تقويمه لهم على ما ينقل له بواسطة «العيون» الذين يبثهم في كل مكان.
كما أنه غير قادر على مواجهة الآخرين، بعيد كل البعد في تعاملاته عن المصداقية والمكاشفة، يحاول جاهدا الظهور أمام الموظفين بمظهر المحب لهم والحريص على مصالحهم والمتفاني في سبيل تأمين مطالبهم وحل مشكلاتهم، بعكس ما يبطن فهو لا يعطي إلا بمقدار ما يأخذ، لا يثق بالآخرين، غير منضبط في دوامه، غامض في تعاملاته، ولذلك تعاني إدارته من الفراغ والضياع.
من سياق العرض السابق نحاول الإجابة على تساؤل هام جدًا «لماذا المدير القوي خير من الضعيف ؟» برغم أن الموظف تحت إدارة القوي يبذل جهودًا أكبر بل ومضاعفه وربما ينعكس ذلك على حياته الخاصة بعكس إدارة الضعيف والتي يعيش الموظف في ظلها دون أن يقدم جهدًا أكبر، بل إن ما يقدمه من عطاء يعد هزيلاً بكل المقاييس.
الإجابة على هذا التساؤل تقدمها النتائج لا التفاصيل، فالمدير الضعيف يقف في صف الظالم خوفًا منه، ويستقوي على المظلوم، ولا يرد الحق لأصحابه، لا يقف بجانب الموظف في المواقف المحرجة، ويشجع المنافسين التافهين، لا يتورع عن استنزاف قدرات وخبرات وإمكانات الموظفين، ولا يقدم لهم شيئاً.
وإذا ما أحس أن الموظف قد تم استهلاكه فلن يتردد في تهميشه أو تدبير المكائد له أو طعنه من الخلف، إنه يصنع «دكتاتورية» لا يملك أسلحتها، دكتاتورية جنودها وقواتها المحيطون بالمدير من أصحاب المصالح والمنتفعين، إذ يستخدمهم لتنفيذ مكائده دون أن يظهر في الواجهة.
في المقابل نجد أن المدير القوي مصدر أمان لموظفيه، يقف دائمًا بجانب الحق مهما كانت النتائج ويحسن قيادة المجموعة إلى بر الأمان، ويطبق المعايير والأنظمة بين الجميع دون تمييز، ويحرص على إعطاء الموظف حقه النظامي كاملاً، يحمل الموظف على كتفيه ويدفع به إلى الأمام، معياره الوحيد كفاءة الموظف وإنجازاته دون أن يضع للجوانب الشخصية أي اعتبار.
هناك عبارة شائعة تقول «إن الأفراد لا يتركون العمل، بل يتركون الرؤساء»، وعليه فإن الموظف الكفء يحب العمل في ظل إدارة المدير القوي ويهرب من المدير الضعيف، لأن الأول يقدره والثاني يحتقره.

عبدالله بن محمد الشمراني

2018-09-02

أول يوم دراسي عـنـدما كنت طالباً



ذكريات أول يوم دراسي عندما كنت طالباً

   أتـذكر أنها عندما انتهت العطلة الصيفيه وبدأ الاستعداد لدخول مدرسي جديد ، ألوان الحقائب و الأدوات المدرسية تعيدني إلى المقاعد المدرسية وإلى الزمن البريء‏  ورغم أن ذكرياتي المدرسية بمدرستي الإبتدائيه قليلة ، إلا أنني أذكر تماما أيامي الأولى بمدرسة عمار بن ياسر الإبتدائية بحي منفوحه بالرياض ، أذكر ذلك الصباح حين أيقظتني والدتي مذكرة إياي بأنه يومي الأول بالمدرسة فوجدتنـي مستيقضاً بالفراش .!!
لبست ثوبي الجديد ورتبت طعامي في حقيبتي الفارغه من الكتب سوى قلم رصاص ومسطره ودفتر وبرايه ابو مرايه  ، وما إن اصبح والدي رحمه الله جاهزاً لإيصالي لمدرستي حتى انخرطت في البكاء الداخلي بدون دموع خوفاً من هذه الحياه الجديده التي لم اتعود عليها ، وأذكر بأن أمي حفظها الله وأطال في عمرها أحست بما أنا فيه فما كان منها الا ان دفعتني دفعا إلى باب الخروج من المنزل وأنا أواصل في الصراخ الداخلي بلا دموع  ولم أعلم يومها أنها خطوة متناهية الصغر في مشوار دراسي طويل  .

مجموعة من أصدقائي شاركوني قصصهم الطريفة عن أيامهم الأولى بالمدرسة الابتدائية ، فـأحدهم بعد أن حصل على نجمه من معلم التربية الفنيه بأحد رسوماته رفض الرجوع للمدرسة معلنا أنه نجح و لا داعي للعودة من جديد فإضطر والده الى مرافقتـه للمدرسة في اليوم التالي مرغماً إياه على الدخول للطابور الصباحي لكنه فر من بين يديه _ وانطلقت مطاردة هوليودية _ تحت أنظار
وتشجيعات باقي التلاميذ ، لتنتهي المطاردة بصفعة ساخنة على خدّه ، وظلت يد والده مرسومة على خدّه طوال الحصة الأولى وقليلاً من الثانيه .
 وبعد سنوات عدة تذكر هو ووالده الواقعة ، ليطلعه والده على أنه هو أيضاً تعرض للصفع من طرف والده في ظروف مماثلة ، هي إذا صفعة متوارثة يقول ضاحكاً .

صديق ٱخر يقول أنه لا يذكر تفاصيل يومه المدرسي الأول ، لكنه يذكر جملته التي يكررها مع كل دخول مدرسي ، فأمام اللائحة الطويلة للكتب والدفاتر و الأدوات المدرسية المطلوبة ، يأبى أن يحرج والده فهو يعرف ضيق اليد وعسر الحال . وكلما سأله أستاذه عن سبب نقص كتبه وأدواته كان  ينظر بإبتسامه لأستاذه ويجيبه بهدوء: "باقي ماجاء بابا من السفر ".  
هي عبارة يرددها إلى أن ينتصف العام الدراسي وهو يعتز بكونه كان قائد سرب المشاغبين بالمدرسة ورغم كل الضرب الذي كان يتعرض له من طرف أساتذته يرفض الانصياع لهم ، ويمنعه كبرياءه من أن تدمع عيناه ، فيرسم ابتسامة نصر على وجهه وهو متجه إلى طاولته وهو - يفرك يديه ببعضهما - محيياً زملاءه قائلا لهم :
" عادي مايعور الضرب ". وما إن يجلس بطاولته حتى يسارع إلى القطعة الحديدية بأسفل الطاولة يمرر عليها يديه علها تهدئ آلام الضرب .

وأحد أساتذة تعليم الصفوف الأوليه يقول لي أنه يفضل دوماً تدريس تلامذة السنة الأولى كونهم مادة خام يسهل صقلها وهو كما أعرفه جيداً منضبط جداً وينقل هذا الانضباط إلى تلامذته من خلال إلزامهم بالحضور مبكرا إلى الفصل ، حيث تعمد إقفال باب الفصل مع السابعه صباحاً .
 ويحكي لي أن أحدهم تأخر عن الحصة وجاء مسرعاً وفتح الباب ودخل بسرعة إلى الفصل ، فطلب المعلم منه العودة من جديد وطرق الباب وهو ما امتثل له الطالب فعلاً ومن ثم سأله الأستاذ عن سبب تأخره فأجابه ببراءة : أنه بلل فراشه ، وأن والدته أخذت الوقت الكافي لتضربه وهذا  ماجعله يتأخر عن الحضور باكراً .
 زميل آخر له تأخر ، فسأله التبرير فأجاب : " كانت سخونه " وهو ما استلزمه الانتظار حتى يبرد .

لكل منا قصة أو قصص مدرسية عالقة بالبال ، قصص رسمت ملامحاً من شخصيته وشكلت بعضاً من مشواره ، هي سنوات نظنها مرت بسرعة ، ووحدهم الآباء من أحسوا بكل ثقلها .

في الختــام :
أتمنى لجميع الطلاب والطالبات عام دراسي جديد حافل بالنجاح والجد والنشاط .



أخوكم
عبدالله بن محمد الشمراني



2018-07-08

العتبات الثلاث




    في كثير من الأحيان يأتي إليك شخص ويقول لك أن فلان تكلم عنك أو لو تعرف ماذا قال فلان في غيابك أو أن فلان لا يحبك ... إلـخ ، وفي مجال العمل خصوصاً تتكرر مثل هذه المشاهد .

 وعلمتني الحياة أن أتجاوزها فيمكنك أن تكون حريص لا أن تعش في رحلة التخوين ، بل في عالم الانتباه والتعامل الذكي والحيطة ولكن الأهم من ذلك هو راح البال والابتعاد عن هذا العالم ( عالم فلان قال عنك كذا وكذا )..


وسأحكي لكم حكاية سبق وأن حكاها لي أستاذي الذي تعلمت منه في أحدى الدورات التدريبية للمؤلـف الأمريكي ومطور الدروس المشهورة في تحسين الذات ومدير معهد كارنيجي للعلاقات الإنسانية السيد / Del Carnegie .


يـحـكـى أنه في أحد الأيام صادف أحد القادة الإداريين أحد موظفيه الذي قال له بلهفه : 
أتريد ان تسمع ماقال عنك أحد موظفيك ؟
رد عليه : انتظر لحظة ، قبل أن تخبرني أود منك أن تجتاز امتحان صغير يدعى امتحان العتبات الثلاث ..

قبل أن تخبرني عن الموظف لنأخذ لحظة ونحاول أن نتجاوز العتبات الثلاث حول ما كنت ستقوله ! 

– العتبة الأولى هي عتبة الصدق :

هل أنت متأكد أن ما ستخبرني به صحيح ؟
فقآل الرجل : لا .. في الواقع لقد سمعت الخبر ”

قال : إذاً أنت لست متأكد أن ما ستخبرني به صحيح أو خطأ “؟ 

– فلنجرب العتبة الثانية.. عتبة الطيبة :
“هل ما ستخبرني به عن ماقاله الموظف هو شيء طيب ؟ ”
قآل : لا .. على العكس !


قال : إذا ستخبرني شيء سيء عن الموظف على الرغم من أنك غير متأكد من أنه صحيح !!”
بدأ الرجل بالشعور بالإحراج.

تابع قائلا :
ما زال بإمكانك أن تنجح بالإمتحان فهناك -العتبة الثالثة – عتبة الفائدة :
هل ما ستخبرني به عن ما قاله الموظف سيفيدني ؟”
فأجاب الرجل : ” في الواقع لا .

فقال : إذاً كنت ستخبرني بشيء ليس بصحيح ولا بطيب و لا فائدة فيه
لماذا تخبرني به من الأصل ؟؟



اتمنى للجميع الفائده ..

أخوكم 
عبدالله الشمراني
٠٨ يوليو ٢٠١٨ 

2018-05-13

قـصـة و عـبرة


قصة وعبرة

وقع حصان أحد المزارعين في بئر وكانت جافة من المياه بدأ الحصان بالصهيل وأستمر لعدة ساعات كان المزارع وقتها يفكر بطريقة لإستعادة الحصان لم يستغرقه التفكير طويلا حتى أقنع نفسه بأن الحصان قد أصبح عجوزا وأن تكلفة إستخراجه توازي تكلفة شراء حصان جديد.

نادى المزارع جيرانه لمساعدته في ردم البئر فيضرب عصفورين بحجر واحد دفن الحصان وردم البئر مجانا بمساعدة جيرانه...بدأ الجميع بإستخدام المجارف والمعاول بجمع التراب تمهيدا لإلقائه بالبئر أدرك الحصان ما قد صار الوضع إليه!

وبدأ الجيران بردم البئر فجأة سكت صوت صهيل الحصان أستغرب الجميع وأقتربوا من حافة البئر لإستطلاع السبب في سكوت الحصان وجدوا أن الحصان كلما نزل عليه التراب هز ظهره فيسقط عنه التراب ثم يقف عليه وهكذا كلما رموا عليه التراب نفضه عن ظهره وأعتلاه ومع الوقت أستمر الناس بعملهم والحصان بالصعود وأخيرا قفز الحصان إلى خارج البئر!!

وكذلك هي الحياة تلقي بأثقالها وأوجاعها عليك وكلما حاولت أن تنسى همومك فلن تنساك وكل مشكلة تواجهك تلقي بهمومها عليك ويجب أن تنفضها عن ظهرك حتى تتغلب عليها ، انفضها جانبا وقف عليها وأستمر بذلك لتجد نفسك يوما في القمة لا تتوقف ولا تستسلم أبدا مهما شعرت أن الأخرين يريدون دفنك حيا !!

2018-02-01

إلى مـتـى !!

بجانبي يجلس شخص ذو وزن ثقيل ..

يشرب كوب من الكاكاو الساخن بكل سعادة .. 

أتشوق لمثل هذه المتعة لكني أحافظ على وزني و صحتي..

انتهى من كوبه خلال دقائق ..

انتهت متعته .. واستمرت متعتي بالصحة و الوزن السليم لباقي ساعات اليوم.

2018-01-30

أهمية المكتب في بيئة العمل

من إرشيف مقالاتـي بصحيفة رسالة الجامعة

https://twitter.com/ABDULLAH100100/status/958253070269517824

موقـع غـريب




جميعنا نرغب بالحصول على ساعات نومٍ إضافية في كلّ صباح عندما نُضطرّ للاستيقاظ والنهوض من أجل الذّهاب للعمل أو للجامعة أو المدرسة ، ولطالما كان الشعور المُزعِج هذا يجعلنا نتوتّر

 


كلّ ليلة قبل النوم .

الحقيقه أننـي تعرّفت مؤخّراً على موقع عالمي قام بإنشائه مجموعة من الخبراء يمكّنك من أن تضبط ساعات نومك وتحصل على قدر كافٍ من النوم بمجرّد أن تدخِل الساعة الّتي سترغب في الاستيقاظ بها يقوم بإعطائك الأوقات الملائمة للنوم والّتي ستجعلك أكثر ارتياحاً، وستقوم باختيار الأنسب لك.

الجميل في هذا الموقع أنّه يعمل بشكلٍ عكسيٍ أيضاً، فهو يُخبرك متى ستستيقظ إذا غفوتَ الآن أو في الساعة الّتي تريدها .


يمكنكم الدخول وتجربة موقع sleepytime من هذا الرابط

https://sleepyti.me